من قواعد التحكم: الإدارة
من قواعد التحكم: الإدارة
قلنا في المقال السابق إن من صفات القائد الفعال القدرة على التحكم. وذكرنا أن للتحكم قواعد وأصول. وناقشنا القاعدة الأولى للتحكم وهي الحضور والمعرفة. وسنبين اليوم القاعدة الثانية وهي الإدارة.
1. قدرة القائد على الثواب والعقاب العادل
إن قدرة القائد على الإدارة العادلة المبنية على مصلحة فريق العمل لا على الأسس والمعايير الشخصية، والإدارة العادلة تلعب دوراً أساسياً في قبول الأتباع لتحكم القائد عبر الثقة بعدالة قراراته وصوابها. هذه القدرة المميزة تضفي أجواء التحكم العادل وتدعو الآخرين إلى مراعاة المصلحة العامة. وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغه أن سعد بن عبادة، قائد كتيبة الأنصار في فتح مكة قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة. فعاقبه عليه الصلاة والسلام بعزله، وعين مكانه ابنه قيس حتى لا تستفز مشاعر ابن عبادة والأنصار والمسلمين على أبواب مكة فاتحين.
2. التذكير بالهدف
قد ينسى الإنسان في أجواء العمل الضاغطة وفي زحام العمل اليومي ومشاكله الهدف الأساسي للعمل أو للمنظمة، وتمحى من مخيلته الصورة المستقبلية التي يسعى الفريق للوصول إليها وتحقيقها. ويترتب على ذلك ذبول الطاقات والإرادات ويسود الشعور باليأس. ودور القائد هنا هو دوام التذكير بالهدف النهائي وتوجيه الأعمال والطاقات باتجاهه، كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمر بن الخطاب عندما دمعت عيناه حزناً على أوضاع المصطفى عليه الصلاة والسلام في بيته، مع تنعم الفرس والروم بخير ما في الدنيا من نعم، فذكره صلى الله عليه وسلم بأن هذه الدنيا فانية زائلة قائلاً: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا". البخاري ومسلم.
3. الشجاعة
الشجاعة من الصفات المطلوبة في القائد، وللشجاعة صور متعددة. فقد تكون الشجاعة في الثبات على الرأي أو في تحمل الظروف الصعبة وغير ذلك. ومن صور شجاعة النبي عليه الصلاة والسلام:
التنازل عن رأي القائد والنزول إلى رأي الأتباع القادة. فعندما خرج عليه الصلاة والسلام من بيته وهو مغطى بالحديد فخاف الصحابة أن يكونوا قد أثقلوا عليه فقالوا: إن شئت تبقى في المدينة. فقال صلى الله عليه وسلم بلغة الشجاع: "ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل".
عدم الفرار من المعركة. بل كان الرسول عليه الصلاة والسلام المرجع الرئيسي للشجاعة كما قال علي بن أبي طالب: كنا إذا حمي الوطيس، احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونتابع في العدد القادم بإذن الله حديثنا عن الإدارة، والقاعدة الثانية للتحكم كصفة قيادية.
الدكتور طارق محمد السويدان
من قواعد التحكم: الإدارة
قلنا في المقال السابق إن من صفات القائد الفعال القدرة على التحكم. وذكرنا أن للتحكم قواعد وأصول. وناقشنا القاعدة الأولى للتحكم وهي الحضور والمعرفة. وسنبين اليوم القاعدة الثانية وهي الإدارة.
1. قدرة القائد على الثواب والعقاب العادل
إن قدرة القائد على الإدارة العادلة المبنية على مصلحة فريق العمل لا على الأسس والمعايير الشخصية، والإدارة العادلة تلعب دوراً أساسياً في قبول الأتباع لتحكم القائد عبر الثقة بعدالة قراراته وصوابها. هذه القدرة المميزة تضفي أجواء التحكم العادل وتدعو الآخرين إلى مراعاة المصلحة العامة. وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغه أن سعد بن عبادة، قائد كتيبة الأنصار في فتح مكة قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة. فعاقبه عليه الصلاة والسلام بعزله، وعين مكانه ابنه قيس حتى لا تستفز مشاعر ابن عبادة والأنصار والمسلمين على أبواب مكة فاتحين.
2. التذكير بالهدف
قد ينسى الإنسان في أجواء العمل الضاغطة وفي زحام العمل اليومي ومشاكله الهدف الأساسي للعمل أو للمنظمة، وتمحى من مخيلته الصورة المستقبلية التي يسعى الفريق للوصول إليها وتحقيقها. ويترتب على ذلك ذبول الطاقات والإرادات ويسود الشعور باليأس. ودور القائد هنا هو دوام التذكير بالهدف النهائي وتوجيه الأعمال والطاقات باتجاهه، كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع عمر بن الخطاب عندما دمعت عيناه حزناً على أوضاع المصطفى عليه الصلاة والسلام في بيته، مع تنعم الفرس والروم بخير ما في الدنيا من نعم، فذكره صلى الله عليه وسلم بأن هذه الدنيا فانية زائلة قائلاً: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا". البخاري ومسلم.
3. الشجاعة
الشجاعة من الصفات المطلوبة في القائد، وللشجاعة صور متعددة. فقد تكون الشجاعة في الثبات على الرأي أو في تحمل الظروف الصعبة وغير ذلك. ومن صور شجاعة النبي عليه الصلاة والسلام:
التنازل عن رأي القائد والنزول إلى رأي الأتباع القادة. فعندما خرج عليه الصلاة والسلام من بيته وهو مغطى بالحديد فخاف الصحابة أن يكونوا قد أثقلوا عليه فقالوا: إن شئت تبقى في المدينة. فقال صلى الله عليه وسلم بلغة الشجاع: "ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل".
عدم الفرار من المعركة. بل كان الرسول عليه الصلاة والسلام المرجع الرئيسي للشجاعة كما قال علي بن أبي طالب: كنا إذا حمي الوطيس، احتمينا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونتابع في العدد القادم بإذن الله حديثنا عن الإدارة، والقاعدة الثانية للتحكم كصفة قيادية.
الدكتور طارق محمد السويدان