ماذا لو قيل لك إنك فاشل؟
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى
آله وأصحابه ومن والاه، وبعد.
هل تتأثر بالتحفيز ويزداد نشاطك وهمتك، وهل تؤثر
فيك كلمات من يحبطك ويدفعك لليأس ويلحقك
بالفاشلين؟!.. إذا كنت تظن نفسك لا تتأثر بأحد
هذين العاملين فاقرأ معي هذه القصة:
كانت مجموعة من الضفادع تقفز مسافرة بين الغابات،
وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق، تجمع جمهور
الضفادع حول البئر، ولما شاهدوا مدى عمقه صاح
الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما
ميؤوس منها وأنه لا فائدة من المحاولة.
تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات، وحاولتا الخروج
من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة؛ واستمر
جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة
لأنهما ميتتان لا محالة.
أخيراً انصاعت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله
الجمهور، وحل بها الإرهاق واعتراها اليأس؛ فسقطت
إلى أسفل البئر ميتة.
أما الضفدعة الأخرى فقد استمرت في القفز بكل
قوتها، واستمر جمهور الضفادع في الصياح بها طالبين
منها أن تضع حداً للألم وتستسلم لقضائها؛ ولكنها
أخذت تقفز بشكل أسرع وأقوى حتى وصلت إلى الحافة
ومنها إلى الخارج وسط دهشة الجميع.
عند ذلك سألها جمهور الضفادع: أتراك لم تكوني
تسمعين صياحنا؟! شرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم
جزئي، لذلك كانت تظن وهي في البئر أنهم يشجعونها
على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت.
انتبه لما يحاول أن يقوله لك الناس، إنك إن ألقيت
بالاً لمن يبثك شكاوى الحزن واليأس والإحباط فهو
إنما يساهم معك في إسقاط آمالك، وتحقيق فشلك،
ويدفع بساقك إلى الهاوية، ويبعدك عن مرامي النجاح،
كما إن لهتافات التحفيز والتشجيع أثر بالغ في
استثارة الهمة والنشاط، وبث روح التفاؤل والعزيمة
والعطاء.
إن المؤثرات الخارجية التي تحيط بك قد تغير كثيراً
مجريات حياتك، فلا بد لك أن تعرف من هم الناس
الذين من حولك، وتراقب بدقة واهتمام عباراتهم
الموجهة إليك، وطريقة تحدثهم معك، ولا تدعي أنك لن
تتأثر بهم، فنقطة الماء على ضعفها مع مرور الزمن
تحفر في الصخر نقباً، وصاحب دائماً من يرفدك بحديث
التشجيع والتحفيز، ويستنهضك بعبارات التفاؤل
والأمل، نعم يجب أن يوجد في الناس من يهدي إليك
عيوبك، لا أن يوجد فيهم من يذكرك بها ليل نهار وفي
كل مناسبة.