صباح الخير يا سوف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

•.¸.•°™ منتديات معبرة عن ثقافات وادي سوف ™°•.¸.•°


    فقه الزكاة 2

    خالدي بشير
    خالدي بشير
    المدير
    المدير


    ذكر عدد الرسائل : 67
    تبادل اعلاني : فقه الزكاة 2 Addana-blu_18
    تاريخ التسجيل : 21/04/2008

    فقه الزكاة 2 Empty فقه الزكاة 2

    مُساهمة من طرف خالدي بشير الأحد مايو 18, 2008 3:23 am





    القرآن الكريم



    ولا ريب أن أول
    هذه المصادر التي يستمد منها الباحث معرفته عن " الزكاة " هو القرآن
    الكريم. الذي أشار إلى وجوب الزكاة منذ العهد المكي. ثم أكد وجوبها في المدينة
    بشتى الأساليب، ونبه إلى بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة مثل الكسب وما خرج من
    الأرض والذهب والفضة، كما نص على مصارف الزكاة الثمانية، وأشار إلى بعض أهدافها.
    وكرر الحديث عن الزكاة والصدقة والإنفاق في كثير من الآيات التي تناولتها بالشرح
    والبيان كتب التفسير على اختلاف ألوانها، وبخاصة ما عُنِىَ منها بالأحكام أو وضع
    له ابتداء.




    والقرآن باعتباره
    دستور الإسلام، لم يتعرض للجزئيات والتفصيلات، ولهذا كثرت فيه العمومات والإطلاقات
    . ورأى هو الأخذ بها، وإعمالها، ما لم يخصصها أو يقيدها دليل صحيح من السنة، أو من
    قواعد الشرع العامة.




    ولهذا مِلت إلى
    التوسعة في "وعاء الزكاة" عملاً بعموم: (خذ من أموالهم) (التوبة: 103).
    وما شابهها. ورجحت رأي أبى حنيفة في تزكية كل ما خرج من الأرض، عملاً بعموم: (ومما
    أخرجنا لكم من الأرض) (البقرة: 267) على حين خالفته - رضي الله عنه - في عدم
    اشتراط النصاب، لصحة حديث: "ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة" ثبوتًا
    ودلالة. ولم آخذ بإطلاق: "في سبيل الله" حسب وضعها اللغوي الأصلي، لما
    قيدها من استعمال الشرع، ومن حكم السياق. ولكنى رجحت توسيع مدلول الجهاد -الذي
    فهمه الجمهور من العبارة- بحيث يشمل كل معاني الجهاد: العسكرية والفكرية والتربوية
    والاجتماعية، ونحوها.








    السنة النبوية



    وثاني هذه المصادر
    هو السنة النبوية -قولية وعملية وتقريرية-. فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو
    المبين للناس ما نزل إليهم بنص القرآن، ولهذا كانت سنته هي الشرح النظرى، والتفسير
    العملي لكتاب الله، فهي التي تفصل ما أجمله، وتفسر ما أبهمه، وتقيد ما أطلقه،
    وتخصص ما عممه، وتضع الصور العملية لتطبيقه ؛ فلولا السنة لم يعرف المسلم صلاته
    ولا زكاته ولا حجة ولا عمرته، متى تكون؟ وكيف تكون؟ وكم تكون؟ فإنه مجملة في
    القرآن العزيز غاية الإجمال.








    روى أبو داود: أن
    رجلاً قال لعمران بن حصين -رضى الله عنه-: يا أبا نجيد! إنكم لتحدثوننا بأحاديث ما
    نجد لها أصلاً في القرآن، فغضب عمران، وقال للرجل: أوجدتم: في كل أربعين درهما
    درهم؟ ومن كل كذا شاة شاة؟ ومن كل كذا وكذا بعيرًا كذا؟ أوجدتم هذا في القرآن؟!
    قال: لا. قال: فممن أخذتم هذا؟ أخذتموه عنا، وأخذناه عن النبي -صلى الله عليه
    وسلم- وذكر أشياء نحو هذا (انظر: مختصر السنن للمنذري: 2/174).








    يعنى أنه ذكر له
    أشياء من الصلاة والحج وغيرهما مما جاء في القرآن مجملاً وبينته السنة.




    ولا غرو أن تكون
    السنة هي المصدر الخصب لأحكام الزكاة وأسرارها، وأن يكون للزكاة في كتب السنة مجال
    رحب، ومكان فسيح.




    ففي كتاب الزكاة
    من الجامع الصحيح للإمام البخاري من الأحاديث المرفوعة (172) مائة واثنان وسبعون
    حديثًا، وافقه مسلم على تخريجها سوى سبعة عشر حديثًا (ذكر ذلك الحافظ فى خاتمة
    كتاب الزكاة من فتح الباري: 4/120 - ط. الحلبي)0، وهذا عدا الآثار المروية عن
    الصحابة والتابعين.








    وفى مختصر صحيح
    مسلم للحافظ المنذري (70) سبعون حديثًا (من الحديث رقم (500) إلى رقم (570) ط.
    وزارة الأوقاف الكويتية. تحقيق الشيخ ناصر الدين الألباني).








    وفى سنن أبى داود
    (145) مائة وخمسة وأربعون حديثًا (من الحديث رقم (1556) إلى رقم (1700) - 2/126 -
    180 تحقيق الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد).








    وفى سنن ابن ماجة
    (61) واحد وستون حديثًا (من الحديث رقم (783) إلى رقم (844) - ط . عيسى الحلبي.
    تحقيق: المرحوم محمد فؤاد عبد الباقي).








    وفى مسند أحمد
    (252) مائتان واثنان وخمسون حديثًا، وفق ترتيب المرحوم الشيخ أحمد عبد الرحمن
    البنا للمسند على الأبواب (انظر: الجزأين الثامن والتاسع من "الفتح
    الرباني" ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني للشيخ أحمد عبد الرحمن
    البنا).








    وفى سنن الدارقطني
    في كتاب الزكاة وزكاة الفطر (251) مائتان وواحد وخمسون حديثًا (من ص89 - 154 من
    الجزء الثاني - ط . دار المحاسن للطباعة بالقاهرة).








    وفى "السنن
    الكبرى" للبيهقي عدد جم من الأحاديث ملأ (119) مائة وتسع عشرة من الصفحات من
    القطع الكبير (من ص81 -199 من الجزء الرابع- ط. حيدر آباد بالهند).








    وفى كتاب
    "جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد" (195) مائة وخمسة وتسعون
    حديثًا (لمؤلفه العلامة محمد بن محمد بن سليمان الروداني الفاسي المغربي (المتوفى
    بدمشق سنة 1094 هـ) . الذي جمع فيه أحاديث 14 كتابًا: الكتب الستة، والموطأ،
    ومسانيد أحمد والدارمي وأبى يعلى والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة. بتعليق وتحقيق
    السيد محمد هاشم اليماني).








    وفي "الترغيب
    والترهيب" للمنذري (328) ثلاثمائة وثمانية وعشرون حديثًا (من الحديث رقم
    (1068) إلى رقم (1396) - 2/98 - 208 - ط. السعادة تحقيق المرحوم الشيخ محمد محيى
    الدين عبد الحميد).








    وفي
    "المطالبة العالية بزوائد المسانيد الثمانية" (المراد بها: مسانيد أبى
    داود الطيالسي، والحميدي، وابن أبي عمر، ومسدد، وأحمد بن منيع، وأبى بكر بن أبى
    شيبة، وعبد بن حميد، والحارث بن أبى أسامة، والمسانيد كتبت مرتبة على أساس إفراد
    ما رواه كل صحابي على حده، في أي باب كان، وسواء أكان الحديث صحيحًا أم حسنًا أم
    ضعيفًا . فيقال مثلاً: مسند أبى بكر، ويروى فيه كل ما رواه أبو بكر.. وهكذا)
    للحافظ ابن حجر (98) ثمانية وتسعون حديثًا (من رقم (809) إلى رقم (907) - 1/231 -
    265 - ط. المطبعة العصرية بالكويت... نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت).








    على أن الاستدلال
    بالسنة، والاستشهاد بالأحاديث، مزلة قدم لمن يأخذ أي حديث يصادفه في أي كتاب من
    الكتب المشهورة في الفقه أو التصوف أو التفسير ونحوها، ممن لم يلتزم مؤلفوها تخريج
    ما يذكرونه من الحديث، أو حتى مجرد نسبته إلى من أخرجه من أئمة السنة، وهذا أمر لم
    يسلم منه جماعة من كبار الفقهاء والمتصوفة والمفسرين.




    كما أن عزو الكتاب
    إلى مصدره لا يكفى إلا في الكتب التي يكون العزو إليها معلمًا بالصحة، كالصحيحين
    وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان، وإن كان في تصحيحهما بعض التساهل، كما نبه على
    ذلك أئمة النقد، وهما على كل حال أفضل من مستدرك الحاكم الذي لم يفِ فيه بما اشترط
    على نفسه من التزام إخراج الصحيح فحسب، فأخرج الضعيف والواهي والمنكر، بل الموضوع.




    ولهذا ألزمت نفسي
    غالبًا بأمرين












    1- ألا آخذ الحديث إلا من مصادره المعتمدة من دواوين
    الحديث، وكتبه المشهورة، إما بالرجوع إلى الكتب الأصلية نفسها كالكتب الستة
    والموطأ ومسند أحمد ونحوها، أو بالرجوع إلى كتب التجميع مثل جامع الأصول، ومجمع
    الزوائد وجمع الفوائد، والجامع الصغير، وكنز العمال ونحوها، أو الكتب الخاصة بنوع
    معين من الحديث، كالترغيب والترهيب، ومنتقى الأخبار، وبلوغ المرام، ونحوها.




    وحين أضطر إلى نقل
    حديث من كتاب فقهي أو نحوه، أعمل على تخريجه من كتب التخريج المعروفة التي خدم بها
    حفاظ الحديث ونقاده الكتب الشهيرة في الفقه وغيره، مثل " نصب الراية لأحاديث
    الهداية " للحافظ الزيلعي، وملخصه للحافظ ابن حجر المسمى بـ "الدراية"
    و "تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير" لابن حجر أيضًا، ومثل
    ذلك تخريج الحافظ زين الدين العراقي لكتاب "إحياء علوم الدين" للغزالي.








    2- بيان درجة الحديث من حيث الصحة، أو الحسن، أو
    الضعف.




    فما لم يكن في
    الصحيحين وما ألحق بها من الكتب التي التزمت الصحة، فغالبًا ما أبين درجته نقلاً
    عن أئمة هذا الشأن، إذ ليس كل ما في كتب السنن والمسانيد والمعاجم في درجة الصحة
    أو الحسن المحتج به، ففيها الضعيف، والضعيف جدًا، بل الموضوع.




    وعمدتي في
    الاستدلال إنما هو الحديث الصحيح أو الحسن، فأما الضعيف فلا أذكره إلا للاستئناس
    به، وتأييد ما ثبت بغيره من أدلة الشرع ونصوصه وقواعده؛ إذ من المقرر المعرف أن
    الضعيف لا يعمل به في الأحكام، وإنما أستأنس بالضعيف المقارب، أما الشديد الضعف،
    أو ما لا أصل له، فلم أُدخله في كتابي -والحمد لله- إلا إذا جاء ضمن نص منقول،
    فأبقيه حسبما تقتضيه الأمانة العلمية، مع التنبيه على درجته في الحاشية.








    3- سنن الخلفاء الراشدين المهديين



    وثالث هذه
    المصادر: السوابق التطبيقية للصحابة وخاصة سنة الخلفاء الراشدين المهديين الذين
    ألحق الرسول - صلى الله عليه وسلم- سنتهم بسنته، وأمرنا بالتمسك بها والحرص عليها،
    في حديثه الذي رواه عنه العرباض بن سارية: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا
    كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى، عضوا عليها
    بالنواجذ"








    (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة، وقال
    الترمذي: حسن صحيح. وهو الحديث الثامن والعشرون من الأربعين النووية).








    وأولى من ينطبق
    عليه هذا الحديث هم الخلفاء الأربعة -رضى الله عنهم-، وألحق بهم بعض العلماء: عمر
    بن عبد العزيز الذي عدوه خامس الراشدين بحق كما تشهد بذلك سيرته وأعماله ومآثره
    -رضى الله عنه-.








    وإليه ذهب الإمام
    أحمد في إحدى الروايتين عنه (المنار المنيف لابن القيم بتحقيق الشيخ عبد الفتاح
    أبى غدة ص150).








    ومن هنا احتفلنا
    بهدي العمرين في جمع الزكاة وتفريقها، وخصوصًا عمر الأول. فإن سنته التي سار عليها
    مع وجود الصحابة وإقرارهم لها -رضى الله عنهم- تعد جزءًا من مصادر التوجيه
    والتشريع في الإسلام، بنص الحديث النبوي المذكور.




    يتبع ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 9:45 pm